مقبرة الغرباء
مقبرة الغرباء،
المرجو قراءة ملخص قصتي الواقعية مشكورا و إرسالها للأصدقاء في مدينتك و بلدك للتعرف على الحقيقة و للإدلاء بصوت " لا للظلم نعم للقانون الإنساني الديمقراطي"
أين توجد حقوق الانسان في أميركا؟ أين توجد الانسانية و الانتهاكات و العنصرية المحكمة من طرف اصحاب القرار؟ متى يكون الظلم هو الأحكام على الغرباء و القانون لأصحاب الثروات؟
متى يكون السجن وسيلة لعذاب الانسان و التخلص منه بوسيلة غير شرعية و لا إنسانية ؟
حكايتي حكاية واقعية دامت 6000 آلاف يوم و ليلة، بدأت في يوم 30 ابريل من سنة 1997 و انتهت في 26 دجنبر 2013.
الحمد للله انا منذ 26 دجنبر 2013 أعيش في الحرية بعد 17سنة في الجحيم و لكن امري لم ينتهي بعد،
اني من مواليد مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية سنة 1961. تربيت في عائلة متواضعة و لم اكمل دراستي بالمغرب،
منذ سنة 1985 خرجت من المغرب في اتجاه فرنسا و إنجلترا، و بعدها رجعت الى فرنسا لكي استقر بها
لكن الضروف جعلتني أغادر فرنسا للالتحاق بالولايات المتحدة الامريكية،
و صلت الولايات المتحدة الامريكية سنة 1990 و تعرفت على امرأة كانت طبيبة للأسنان ، حضرت الضروف للتزوج منها و العمل معها في نفس الميدان و نفس العيادة،
كانت تنتمي الى عائلة يهودية أمريكية ، عائلة لها علاقة مهمة مع السلطة الامريكية،
بعد سنة من زواجنا أنجبنا طفلة اسمها نادين، مند ان ازدادت الطفلة و زوجتي تتغير يوم بعد يوم، و بدا الصراع في الحياة الزوجية،
يوم أكون في المنزل و يوم اخر اخرج لكي لا يكبر المشكل و يؤثر في بنتي نادين نفسيا، كنت اسمح في حقي كي لا أتورط في مشكل ما، بقينا على هذا الحال حتى سنة 1996.
في شهر دجنبر 1996 حضر اخي الأكبر من هولندا للزيارة عند اخي الأصغر عبد اللطيف في ولاية كولورادو، اغتنمت الفرصة و سافرت الى ولاية كولورادو للزيارة و التخفيف النفسي بحيث كنت في أزمة كبيرة في حياتي الزوجية،
عندما تكلمت مع اخي الأكبر و الأصغر نصحوني بالخروج و الرحيل من ولاية نيويورك و السكن بولاية كولورادو لتخفيف من حالتي النفسية،رجعت بعد زيارتي الى منزلي بولاية بنيويورك و لم ينتهي الصراع الزوجي بحيث أصبحت حياتي جحيما و تأزمت من هذه الحالة،
أصبحت اسمع الكلام القبيح و العنصرية الصهيونية اليومية، حتى و اني كنت أخاف على بنتي بان تتأثر بالخصام اليومي،
في يوم من الأيام وقعت لي حادثة في محطة القطار كسرت فيها ضلوعي و كنت لمدة معينة في غيبوبة،
نقلت من خلالها الى المستشفى و لم يكن احد قد زارني لا زوجتي و لا بنتي ،
يوم 30 ابريل 1997 ألقي علي القبض من طرف شرطة نيويورك مقاطعة لم اعرف السبب حتى
و صلت الى مكتب الشرطة الذي تلقيت فيه الشتم و الاحتقار ، لم يسمحو لي بان اتصل مع محامي للدفاع على نفسي و سط ما يخوله القانون الامريكي ،
و بعدما التقيت بمحامي طلب مني مبلغ 25.000 دولار للدفاع عني لكنة أخد مالي و لم يحضر للدفاع عني،
فكانت التهمة حرق كراج المنزل الذي تكون فيه سيارتي، لم اعرف شخصيا السبب لأنني كنت قد خرجت من المستشفى بعد الحادث الذي تعرضت اليه في محطة القطار،
بعد مكوتي في محبس الشرطة نقلوني الى المحكمة لكي يرى القاضي في قضيتي، لما وصلت الى المحكمة لم اجد دفاعا و لا محاميا للدفاع على قضيتي،
و القاضي كان نفسه من أصل صهيوني حكم علي حكما قاسيا بدون بحت في الموضوع او إعطائ الكلمة للدفاع على نفسي و لو لم يكون دفاعا بجانبي، حكم علي بسجن و حراسة مشددة لمدة تتراوح بين 12,5 سنة الى 25 سنة،
بعدما سمعت الحكم كنت و كأنني احلم بأنني في عالم اخر كنت لم اصدق و جائتني صدمة نفسية صرخت فيها بكامل قواي بحيت كنت أقول حسبي الله و نعم الوكيل ان هذ لمنكر و لم أكون أتقن اللغة الامريكية ان ذاك ،
بعد الاستماع الى الحكم أخدوني الى مستشفي الاظطرابات النفسية بالولاية و بدؤوا في تعديبي يوميا بحيت كانو يكرهون الأجانب و خاصة المسلمين و العرب، كسروا أسناني و التقيت ضربات حادة من طرف الشرطة، و بقيت في البحت يوم نهار حتى اني منعت من النوم لكي أدلي بشي لم ارتكبه،
كانو يلزمونني لاخد الدواء بدون الاستشارة معي و لم يعملو لي فحصا مدققا لكي يعرفوا هل الدواء مناسب لي ام لا،
كانت لهم عقدة مع اكبر شركة للدواء بأمريكا تدعى الي ليلي فكنت افهم انهم يجربو في أدوية خطيرة لم اقدر للدفاع على نفسي لكي لا استعملها فان كنت امتنعت على أخدها و استعمالها بدؤوا في الشتم و الضرب و الاهانة،
أرغموني على أخد و استعمال دواء لم اعرفه ما بين 1997 و 2006
دامت مدة عقابي و عدابي بالمصلحة الصحية 378 يوما متتالية، بعد هذه المدة أخدوني الى السجن المعروف في مدينة المينا بولاية بنيويورك بالحراسة المشددة القوية التي تسمى ب maximum securite,
لما دخلت السجن شاهدت لأول مرة في حياتي بان جهنم موجودة فوق الارض و جدت اكثر المسجونين من الأمريكيين السود اصحاب القضايا الصعبة كالقتل و الأجرام كما رأيت عدد كبير من رجال ينتمون الى أقليات المكسيك و كوبى و جنسيات اخرى ،
كان الكل يرى الضيف الجديد من هو و من أين يأتي و سبب الحكم و مدة الحكم ، كنت ارى المسجونين ينضرون الي و كأني قطعة لحم او قطعة كيكة، كانت أجسادهم موشومة بنسبة عالية كانو موشومون حتي على رؤوسهم و وجوههم، عالم لا تشاهده الا في الأفلام الامريكية،
رفعت راسي الى العلي القدير و قلت ربي أين انا و من انا و ماذا اعمل هنا و ماذا عملت حتى يكون جزائي مقبرة الغرباء ،
لم أحني راسي الى الارض و قلت في نفسي اذا أراد الله بان أعيش في مقبرة الغرباء سوف أعيش و اذا أراد الله بان أموت فوق مقبرة الغرباء فلا قوة و لا حول الا بالله العلي القدير،
لم أكن خائف من احد و لو ان الكثير من السجناء كانو في وزن بين المئة و المئة و العشرين كيلو ، تجربتي في الحياة عندما كنت حرا جعلتني لا أخاف لان الخوف من الله العلي القدير و ليس من البشر،
في السجن لم يتركوني الحراس و لكنهم بدؤوا الاستهزاء بي بحيت كنت من أصل اخر و دولة عربية مسلمة،
بعد مدة 378 يوما في العذاب بدأت مسيرة العذاب في السجن التي دامت 5622 ليلا و نهارا،
مرت الأيام و الليالي و الأسابيع و الشهور و السنين و انا سجين لا ارى الا القطبان الحديدية و الحراس باستهزاءهم و استفزازهم ، و في بعض الأحيان ارى الطيور تحلق فوق ساحة السجن و أتكلم معها و أقول لو كنت طائرا لرفرفت من مكاني الى السماء و لو لنصف ساعة،
لم يكن لي الحق في الكلام او الجلوس بدون إذن، و من حين الى اخر كنت ملزم لاخد دواء لا اعرفه و لم تكون في استطاعتي ان ارفضه،
في مدة 6000 يوم داخل السجن كنت على يقظة و كنت في كامل وعي و تخاصمت مرتين ، المرة الاولى مع حارس عنصري يكره الاسلام و المسلمين و المرة التانية مع سجين أراد ان يغتصبني و سط الحمام ، لكنني لم اتركه يفعل و أخد حقه الكامل حتى لم يتمكن من المشي على رجليه،
و حتى و انني انضر الى السجناء و هم خطر في تصرفاتهم كنت دائماً على يقظة حتى لا اسقط في يد جماعة من السجناء ، اذا كانت أفلام السجن الامريكي تحكي على الاغتصاب و الضرب و الاهانه داخل السن فأنا رايته بعيني خلال مدة 6000 يوم و ليلة،
فقد توفي الكثير داخل السجن لأسباب معروفة او غير معروفة، ففي السجن تضيع الحقوق و الكرامة و الشهامة و الوحيد الذي تبقى تحمله معك هو رقم تسجيلك السجني،
تألمت جداً عندما و صلتني رسالة في سنة 2002 بان أمي قد توفيت و لكن ما العمل صرفت قدري للله و بكيت على الفراق وسط القطبان الحديدية،
لم أفكر يوما واحدا للهروب من السجن لأنني لم اريد ان أموت مئة بالمئة و لكن كنت أقول دائماً مقبرة الغرباء أحسن،
مرت الأيام و الشهور و السنين و لم يزورني احد الا اخي عبد الرحيم و اخي عبد اللطيف في سنةً. 2004
خلال 17 في السجن لم ارى فيها ابنتي، توسلت عائلتي للزوجة التي كانت السبب في هذه المصيبة و لكنها رفضت السماح و بعد مدة قصيرة تزوجت،
فأين هي موسسة حماية الاطفال الامريكية ، هل كان لذي الحق لكي ارى ابنتي ، هل ابنتي كانت على علم بأنني في مقبرة الغرباء، هل قالت لها أمها بأنني غادرت الحياة او غادرت الدنيا الى الأبد ، انا لا اعلم و العالم هو الله،
و لو ان سلوكي و معاملتي داخل السجن كانت حسنة لم يسمحوا لي بالحرية بعدما قضيت اكثر من 12,5 سنة داخل السجن، و لم ينقصو من الحراسة المشددة الى الحراسة الغير المشددة،
و الحمد للله درست داخل السجن و ثقت في نفسي و غيرت أخلاقي،
يوم 26 دجنبر من سنة 2013 خرجت من السجن الى الحرية الى الدنيا لأنني كنت أعيش خارج الدنيا ،
خرجت بعدما اخدو مني حقوقي الكاملة خرجت بعدما استعملو في داخل جسدي جميع التجارب من حيث الدواء الذي كنت استعمله ما بين 1997 و 2006'
دمروا حياتي شبابي لكنهم لم يستطيعون تدمير عقلي . ساحاربهم لان الظلم لا يربح القانون. سوف احارب الادارة الامريكية لإرجاع جميع حقوقي التي أخدت مني لمدة 17 سنة، لآني لم اقتل احدا، و لم أكون إرهابي، و لم أكن انتمي الى عصابة ما،
ساحارب الظلم و الاحتقار و العنصرية من اجل كرامة الانسان داخل أميركا و خارجها،
و السلام
سعيد اكسيم ولاية نيويورك
أميركا